
الخوخ ازداد احمرارا ثمّ تعفّن يزحف بداخله دود لا مرئيّ ٠
الباب الصفيح ذو المصراعين مفتوح نصف فتحة تعابثه ريح خبيثة فيئزّ متمارضا ....
أنت هنا ياعم !
لا أحد يردّ ،لكنّ رائحة آدميّة عطنة تنبعث من الظّلمة الملفوفة في الغبار . وقع أقدام بالدّاخل وقرقعة، وصراخ طفل أضاع بوصلة الطّفولة .
أنحني لأجسّ الخوخ ،تغوص سبّابتي وإبهامي في إهابه العفن، فانفض يدي كما لو كنت المس جثة متفسّخة .
مساء الخير ... لا أحد يرد ّوالميزان على المصطبة يتأرجح بفعل النّسمات المنسربة من الكوى العلويةّ ولا أحد يزن بالقسطاس .
يتمطّى طيف في الفراغ ، يتقدّم متثاقلا ، يأتي متعمّما بنصف وجه، وسيجارة توشك على الانطفاء يمتصّها فم دون أن ينفتح ...