
ليلة مقمرة اقترب فيها القمر كثيرا من الارض , نادر ان يصادفها الانسان ويستلذ بتذوقها , لكن كائنا واحدا من بين كل كائنات الارض كان غارقا في سهر لا إرادي ولا شعوري يعزف ويرقص وحده وبنشاط وجنون, شاعر لا حبيبة ولا جواز سفر ولا وطن له....
كان يرقص في خفة ونشاط و.... يرقص
لعل منزله الريفي القابع في سفح مجاور لقمة جبلية شاهقة , أيقظ فيه شهوة الرقص والسهر وسرقة لحظات متعة الاغتسال بنور رباني خالص قلما تتكرر.
رقص ورقص , رمى ورمى ما عليه حتى صار أشبه بطفل متحرر من كل ما يحاول البشر أن يستتر به، أدرك أن الحرية هي أن تتحرر من قيود داخلية قبل أن تتحرر من قيود خارجية.
قرأ القصيدة للقمر, وأعاد قراءتها للنجوم , كان سعيدا يحلق ويحلق والقمر يبتسم والنجوم خجلى وهو يغازلها! تارة تغمزها عينه وتارة يحاول أن يتعمد الحملقة فيها ليغالبها الخجل وتخفض بصرها.
رقص ورقص , لكن قطرات الدم التي نزفت فجأة أفسدت هذا الرقص , فرفع عينيه الى القمر , فبدا له ينزف , أسرع الى خزانته المكسرة يبحث عن ضماد ومطهر لجرح القمر.