
هدمت صيف 2004
كان يرتادها الشاعر والقاص والنقابي والطالب الجامعي
وعاشق البحر والصحافي والزجال وبائعة الهوى ...
لأول مرة يتبدّى لي وجهي أليفا . لازلت لحد الآن أعتقد أن جلوسي بمحاذاة المرآة لم يكن بالصدفة . لا شك أن قوة عاتية دفعتني إلى هذا الكرسي لأرى وجهي على المرآة مشرّحا وواضحا كموال جميل .
رغم الدخان والزحام واللغط ، كان صوت وديع الصافي " الله يرضى عليك يا ابني " يخترق الوجوه والكؤوس والحيطان ليعرّش على قلبي كسرب حمام ..
مقهى الكورنيش بالجديدة جسد أنثوي مخضّبٌ بريش النوارس ودم السفن الهاربة . والبحر من خلال النوافذ يتثاءب ، يتمدّد ، يصبغ الساحل بالرغوات الكثيرة .
كم سيجارة سوف أدخن ؟ أي بحر عروضي سأشتغل عليه ؟ أية وجوه أليفة سأستحضرها الآن ليكون لمذاق الكأس طعم السيوف وطعم النزيف ؟