
دفعت الباب بقوة ، ووقفت عند المدخل ، تتفحص الجالس وراء المكتب ، بعينين تقدحان شرراً. خُيّل إليه، أنها جاءت للقبض عليه، غير مصدق أنها ستقابله يوماً بهذا الأسلوب.فقد اعتادها، تحمرّ خجلاً عندما تكلمه، أو يكلمها، ونادراً ما كانت ترفع عينيها به .
احتبست أنفاسه ، وسيطر بصعوبة على عاصفة غضب ، تفجرت بداخله دفعة واحدة .
رفعت يدها عن مقبض الباب ، دخلت ولم تلق عليه السلام، وجلست على الكنبة الأقرب إلى الباب، ينتفض جسدها غضباً .
أدرك أنها في ورطة ، ولا شك ورطة كبيرة، دفعتها عنوة إلى زيارة مكتبه للمرة الأولى، ومقابلته بهذا الأسلوب الفج.
تبادلا نظرات حائرة ، استفاق قليلاً من هول المفاجأة وسألها :
- هل تشربين شاياً ؟ .
- من قال لك أنني جئت لشرب الشاي ..
- قهوة ، بارد ، عصير ، زهورات ...
- وهل تظن أن المصيبة التي أنا فيها ، تسمح لي بشرب شيء مما ذكرت ؟.