أنفاس نتبعيدا عن نظرية المؤامرة و في سياق قراءة شاملة و استراتيجية لما يحصل في تونس هذه الأيام  لا بد من الاتفاق على مجموعة من المسلمات قبل الخوض في موضوع الثورة التونسية و تداعياتها المحتملة في الداخل كما في الخارج .
المسلمة الأولى مفادها أن القوى الفاعلة على الساحة السياسية الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لم ولن يسرها وجود أي نظام سياسي لا يستجيب لإملاءاتها و لا يسعى إلى خدمة مصالحها وبالتالي فهي لن تدخر أي جهد للتصدي إليه بكل الوسائل وإجهاضه إما عبر التدخل العسكري المباشر كما تم في العراق سنة 2003 مع حزب البعث بقيادة صدام حسين ومن قبلها في نيكاراغوا مع الجنرال " نوريغا " [1] , أو عبر وسائلها الديبلوماسية و الاستخباراتية الأخرى .
المسلمة الثانية تتلخص في علاقة التبعية والاستقطاب التي لا تزال قائمة بين دول تابعة وأخرى مستقطبة مما يتيح للأولى التدخل في شؤون الثانية وتوجيه سياساتها في خرق واضح للقانون الدولي ولمبادئ الشرعية الدولية .

أنفاس نتهل يمكننا الحديث عن صحوة شعبية عربية على غرار الانتفاضات الشعبية التي تعيشها وعاشتها العديد من البلدان العربية؟ فكل الأحداث الأخيرة التي وقعت ببعض الدول العربية كتونس والجزائر والسودان ومصر والمغرب ... وغيرها، تنذر بحدوث أحداث أخرى مماثلة في هذه البلدان وفي غيرها. وإذا ما تتبعنا خيوط هذه الأحداث فإننا نجد أغلبها ينحو  نحو المطالب الاجتماعية التي تأتي بعد معاناة واضحة في مجال السكن والعيش الكريم والشغل  و الشغل كحق إنساني تكفله جميع الدساتير. وبالتالي فهذه الأحداث تكون بمثابة إجابة واضحة عن التساؤل أعلاه، فالشعوب العربية أو بعضها على الأقل بدأت تشكل النواة الأولى لبناء ثقافة جديدة تكرس الإيمان بالحق والمطالبة به، وهذا شيء جديد في عالمنا العربي وأسلوب حديث سنته الشعوب العربية المقهورة للمطالبة بحقوقها الاجتماعية المشروعة .
إذن، نستطيع أن نقول إن هذه الصحوة الشعبية بدأت تمثل رؤية جديدة للانتماء الوطني، فالوطن الذي تعاني فيه أغلب الطبقات الاجتماعية من كل أنواع الفقر والذل والإهانة بينما تنعم طبقات قليلة فيه بالخير وتستحوذ على النسبة الكبيرة من ثرواته وخيراته لا يمكنه أن يستمر  في السلم والأمان كثيرا من الوقت، ولذلك على الحكام أن يفكروا جديا من اليوم فصاعدا في كيفية التقليل من حدة هذه المعاناة التي تعانيها كثيرة من هذا الشعب العربي أو ذاك .

ثورة مصر - أنفاسشهدت مصر احتجاجات غير مسبوقة شارك فيها ملايين المتظاهرين في كافة انحاء البلاد للمطالبة باسقاط نظام حسني مبارك، وتحقيق اصلاحات سياسية واجتماعية جذرية.
منذ بداية الاحتجاجات طلبنا من مدون مصري، هو كمال نبيل، وهو ايضا ناشط في جمعيات غير حكومية، ان يكتب لنا مشاهداته عن تطورات الاحداث في مصر، وعن مواقف وآراء الشباب الذين يلتقي بهم تجاه هذه التطورات، فكانت هذه اليوميات التي تعكس صورة عما شهدته مصر من احداث في هذه الفترة
.

الجمعة 11 فبراير/شباط : 

ألف مبروك لكل المصريين. فرحة غامرة يشعر بها ملايين المصريين الذين انتظروا طويلا هذا اليوم. اتلقى رسائل التهنئة بشكل لا يتوقف من الاصدقاء في داخل مصر وخارجها، بل حتى من الاجانب الذين يعيشون في مصر.

أنفاس نت

" كل ما يهز الجماهير هو ما يظهر في شكل صورة لافتة وجلية ،لا تشوبها توضيحات اضافية أو لا تصاحبها الا أشياء عجائبية: انتصار كبير ، معجزة كبيرة، جريمة كبيرة، وأمل كبير."[1]

ينعت البعض من السوفسطائيين والمثقفين الزائفين والكتبة الأرستقراطيين الجماهير بأنها حشود قطيعيةورعية جاهلة وكثرة من الرعاع والدهماء القاصرة ومجموعة من الأرهاط العاجزة عن الحركة في الواقع والفعل في التاريخ ويطلقون عليها عبارات مذمومة مثل الأغلبية الصامتة والسوقة والغوغاء ويتهمونهم بالانفعال والشعوبية وسبب الفوضى والهرج وترويج الاشاعات والقلاقل وبث البلبلة والتخريب والنهب.  زد على ذلك يصف بعض الباحثين المرتبطين بدوائر السلطان الناس بأنهم يميلون بطبعهم الى الاستعباد والاستغلال وتستهويهم الدعاية ويصبغون طابع القداسة على الأشخاص والوثوقية على الأفكار ويعبدون القادة وتسيطر عليهم أخلاق العبيد وخاصة رذائل الخوف من الحرية والطاعة العمياء والخضوع المطلق لمشيئة القدر وقوانين التاريخ والجنوح الى جلد الذات وقبول الهزيمة والعزوف عن رفع لواء التحدي والمغامرة والارتحال الى المجهول وذلك لانتشار واقع الاحباط والفشل وتحولهم الى طابور خامس معرقل لقوى التجديد ومانع لكل تغييروممانع لكل التجارب الثورية الأممية التي تعمل على تحريك السواكن وتحفيز النفوس وشحذ الهمم نحو المساهمة في التحضر والتمدن والقضاء على الهمجية.

أنفاس - المواطنةالمواطنة بين انعدام وضيق واتساع!
المواطنة (Citizenship ) مفهوم قد يضيق وقد يتسع، قد يضيق ليقتصر على نخبة، وقد يتسع ليشمل عدة نخب، وقد يزداد اتساعا فيشمل كل المنتمين إلى دولة ما أو أمة، وفي أحيان قليلة -لا تتجاوز اليوتوبيات إلا نادرا- ربما يشمل مفهوم المواطنة كل الجنس البشري في إطار دولة عالمية قد يكون لها شكل الدولة الواحدة، وقد يكون لها شكل التكوين الفيدرالي الذي يجمع عدة دول في إطار حكومة عالمية أو عصبة أمم.
ومع أن هناك كتابات كثيرة تناولت مفهوم المواطنة، إلا أنه لا يزال مفهوماً إشكالياً تختلف حوله التحليلات الفلسفية، وتتعارض في شأنه النظريات الاجتماعية، ولم تنتهِ النظرية السياسية إلى رأي أخير يوضح ماهيته، وبالتالي لا تزال تتباين في تحديد معالمه ومضمونه الأنظمة السياسية عبر العالم، بل عبر أحزاب الدولة الواحدة. ثم إن أغلب البحوث تستغرق في التعريفات الإجرائية أو الاصطلاحية، رغم أنه مفهوم حي يتحرك في إطار سيرورة تاريخية غير منقطعة.
وفي هذا الدراسة لن يتم التوقف عند مجرد التعريف الاصطلاحي لمفهوم المواطنة، بل سوف يتم تحليل تطوره وسماته ككائن حي له ماضٍ وحاضر ومستقبل، ينشأ وينمو ويتطور، ويتراجع ويتقدم، ويقوى ويضعف، ويتداخل ويتخارج مع مفاهيم أخرى... إلخ، دون أي اقتطاع للمفهوم من وضعيته التاريخية، وجذوره، وما آل إليه حتى اللحظة الراهنة. فلا يمكن فهم واقع مرحلة بعينها دون معرفة ماضيها ومستقبلها.

الثورة التونسية"ان الثورة هي الانتشال الاقليمي المطلق عندما تغدو دعوة الى أرض جديدة أو شعب جديد."[1]
استهلال:
ما نعترف به منذ الوهلة الأولى أن تجربة الثورة ليست مجرد فكرة طوباوية ولامن خطأ الفلاسفة بل اختصاصهم المميز وشغلهم الشاغل وحلمهم الدائم يزيدون في لهيبها كلما واتت الظروف ويسمحون لها بالانتقال من وضع منكمش الى آخر متفجر على الرغم من أنهم لا يقودونها بصفة ميدانية ولا يقفون وراء اندلاعها بشكل مباشروانما يكتفون فقط بالتنظير لها بشكل مسبق والمشاركة فيها بطريقة معينة وعلاوة على ذلك يعتبرون أحداثها ومجريات أمورها ومآلها المادة المفضلة للتفلسف واستخلاص العبر والدروس.
غير أن ما يثير للدهشة  ويدعو الى الاستغراب هو أن القاموس السياسي التونسي تراجع عن مقولة الثورة وأسقطها من حساباته منذ انهيار المعسكر الاشتراكي وانتكاسة المشروع القومي وحالة التخويف من التيار الاسلامي وبعد القاء تراث الثورات الفرنسية والأمريكية في الأرشيف والمتحف وتم استبدالها بمفاهيم الاصلاح والتحديث والمقاومة والصمود والممانعة ، ولكن ما يلفت النظر مؤخرا هو تزايد التفاؤل لدى البعض من الناشطين والمثقفين المستقلين وتبني بعض التيارات شعارات راديكالية وأفكار قصووية ومطالبتهم بالتعددية ومناداتهم بالتغيير الجذري والعصيان المدني والتمرد السلمي والقطع مع الماضي.
اذا كان العنوان هو "فلسفة الثورة التونسية" فإن صياغته بهذه الكيفية تطرح العديد من المحاذير والصعوبات التي يجب على الفكر الحاذق الانتباه اليها واستنطاقها واستكشاف مسلماتها الضمنية، وأولها هو الحديث عن وجود ثقافة فلسفية للثورة التونسية غذتها ورافقتها وأفضت اليها واستناد رجال الانتفاضة على مخزون فكري ثوري ،أما الصعوبة الثانية فتبرز في الدعوى بإمكانية فهمها واستنباطها وتحديد مجموعة أفكارها والقبض على جملة المبادئ التي وجهتها، والصعوبة الثالثة هي الزعم بالاستفادة من هذه الفلسفة الثورية على الصعيد المجتمعي والحقوقي في احداث القطيعة التامة والعود على بدء.

anfasse- tunisieلن تشتكي تونس ظلمهم فليس الوقت للشكوى.. لأن الله وحده يعلم مكرهم، فتونس مشغولة بالنظر إلى الأمام بعين ملؤها حلم أمّة.. إذ لا تزال انتفاضة الشعب على قدم وساق، في معركة مع من خرّ بنيانهم من القواعد، من ظلمهم، مع أزلام نظام بائد اختطف تونس في غفلة من روحها، وألقى بها في مهاوي الردى، طيلة عقود عجاف.
فما أصعب أن تكون تونسيا الآن.. فأخشى ما يُخشى الالتفاف على أحلام الشعوب، فلتحذر يا شباب تونس أن تسرق منك هبّتُك، كما سرقوا من أجدادنا وآبائنا الخبز والبسمة. فالذين اختطفوا تاريخ أمّة لن يتورعوا عن إتيان الفاحشة مجددا.. فيا شعبي فلتحذر! إنهم "قِربِلَّة لا دين لا ملّة".
ذلك أنه في لحظات انتفاضة الشعوب لا بد من التعقّل، حتى لا تُغدر الثورة، أكان من قبل الحرس القديم بالداخل أو من المتربّصين بالخارج. فليست الانتفاضات ولا الثورات هدفا للشعوب بل وسيلتها لإزاحة الظلم والقهر، ولن يكون سبيل لإزاحة طغيان السنين إلا بعقل رصين وقلب رحيم.
فشعب إرادة الحياة استطاع أن ينهض من بين ركام طغيان ويقول: لا للطغاة.. نعم للحرية، وتلك وحدها آية. فالشعب الذي سُرقت منه انتفاضاته وأحلامه، ربيعا صيفا خريفا، يأبي شتاءً أن تُسلب من قلْبه. فرغم الوعود، ورغم الإفك، ورغم العهر السياسي الفاضح لبقايا نظام بائد، الشعب قرّر.. لا للطغاة. فتونس الفقراء، وتونس الشرفاء، تطارد اليوم فلول السحرة والأفاكين حتى لا تُسرق منها انتفاضتها في ربع الساعة الأخير. إذ رحل سيّء الذكر ولكن نظامه لا يزال حاضرا، لذلك، هم متربّصون ونحن متربصون، ولن يهنأ بال شعب حتى يُفكِّك مؤسسات الإفك وشرائع الزور، التي صاغها السحرة إلى فرعون.

nobelchinaأقيم رسميا يوم 10 ديسمبر 2010  حفل تسليم جائزة نوبل للسلام هذا العام في العاصمة النرويجية أوسلو أسندت فيه الجائزة للمعارض الصيني ليو تشياوباو  liu Xiaobo  والذي تغيب عن مراسم الاحتفال بسبب سجنه من قبل السلطات الصينية. يعتبر ليو تشياوباو أحد قيادي أحداث تيان أنمان الشهيرة   لسنة 1989 و  المحكوم عليه بالسجن لمدة 11 عاما قضى منها سنة واحدة فقط إلى حد الآن. و لم يتمكن أي أحد حتى من أقاربه من تسلم الجائزة.وهي المرة الثانية خلال 100 سنة لا يستطيع فيها فائز من تسلم الجائزة.المرة الأولى كانت سنة 1936 حين حرمت السلطات النازية الصحفي الألماني كارل فون اوسيازكي Carl von Ossietzky من تسلم الجائزة, وهذه هي المرة الثانية .
يمثل ليو تشياوباو  في نظر لجنة التحكيم رمزا مناضلا من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية,إذ أنه من دعاة التخلي عن نظام الحزب  الواحد في الصين المعاصرة. وتجدر الإشارة إلى أن ليو تشياوباو يعتبر من قبل الجهات الرسمية  في الصين من حلفاء الغرب و أمركة العالم,فهو يترأس جمعية للمثقفين الصينيين المغتربين ممولة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.كما تذكر بعض المصادر أنه من مناصري الحرب على العراق بدعوى نشر الديمقراطية,وهو يعتبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إرهابيا.في هذا السياق من المهم التذكير بأن نفس الجائزة أسندت خلال السنة الماضية للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما.كما أسندت للدلاي لاما زعيم إقليم التيبت في الصين سنة 1989.