هل أطلعَ القصبُ الإوَزَّ
على طوّية قاربي حتى يضجَّ ؟
ولو دعتني النفسُ
أوقفتُ القواربَ كي تراني ،
لو دعتني الريح
طوّرتُ الحكايةَ ،
قلتُ : إني سابحٌ ،
بيدي زمامُ الضفَّتينِ
فلا أهاب وشايةً
من طحلبٍ ضَجِرٍ
ولا ترنيمةً من معزفٍ عَطِرٍ
القصيدة مهداة للمرأة بعيدها
بمقدورك أن تـُضْرِم النار بي
أن تـُمزّق ثيابي
زاولْ غريزة الهوى
وطارحْ ثم ارعشْ وراوغْ
رُغم غثياني..
صفـّدْ أفكاري كلما أشرقــَتْ
احشر أنفك
تحسّسْ زواياي
بمَلامِس الإخطبوط
انثرْ حولي مملكة من غبار
لا يوجد في الدنيا شاعرٌ واحدٌ أحقُّ بالرثاءِ منكَ
يا صديقَ الغيومِ والقمرِ والظلامِ والسجونِ والندى
والأرصفةِ والتسكُّعِ والأزهارِ والجنونْ
يا ابنَ سلَميةَ الضلِّيلْ
يا صديقي الروحيَّ الذي لم أرهُ عن كثبٍ
إلاَّ من وراءِ الضبابِ
والمرايا الكافرةِ والأسوارِ المنيعةِ والغبارِ
ولم ألتقِ بهِ ولو مرَّةً واحدةً
أتُرى تغلَّبَتْ ملائكتُكَ على شياطينكَ ؟
أتُرى نلتَ ثأركَ من يهوذاكَ الشخصيِّ
أيُّها العصفورُ الأحدبُ الذي يحملُ وطنَهُ القتيلَ
قُلْ ما الذي يُغويكَ
وافعلْ ما يشاءُ العابرُ الساحرُ
ما بينَ قوافيكَ
مُحمَّلاً بنيسانَ وعيَنيّْ قَمرٍ مُعَذَّبٍ.....
فقولكَ القادمُ من كُلِّ الأقاليم ِ إلى
هالاتِ زهرِ الياسمينَ
جارحٌ مثلَ شفيفِ الضوءِ
لا يستنفذُ الشعاعَ في قصيدتي
بل أنهُ يرفعُ من هبوطِ أسمائي
قليلاً نحوَ لفظٍ غامضٍ......
يحاولُ التخفيفَ من تصحُّرِ الأشياءِ
كانَ يحلمُ مستيقظاً جمرهُ في دمِ الكونِ
أنْ ولدتهُ الحياة مغطىًّ بدمعِ مشيمتها
والدمِ الأنثويِّ المقطَّرِ من جنةِ الرحمِ
عبرَ رمال الشتاء الأخير بروحي
وعبر بحار الضحى المتدَّفق في جسمها
يغسل الماء من جاهلِّيته بابتسامتها.. والظلام بتوبتهِ
عن شذى شعرها المتناثرِ في زرقتي
الظلام الذي كان يصرخ في نقطة الضوءِ
مستوحشَ القلبِ في جوِّهِ شاعري / آخري
علِّقيني على ما تبقى من الغيم في زمن ممطرٍ بأُحبكِ حتى البكاءِ
أُحبكِ حتى البكاءْ
مهداة إلى سعدي يوسف
جواربُ الظل. رائحةُ النافذة
الوسطى . حمّى الفراشة. عزلةُ
الجسر. هواجسُ شيخ في السبعين
يبكي بحرقة أمام النهر . قبضةُ عشب
يابس في بهو كنيسة مهجورة. قرنُ الأيّـل
المكسور../ .أشياءٌ يرميها البحر
على قدمي...ويمضي/.
لا أحد غيري أمام البحر .أمرّر كفي
في الماء، أشمّ حقل كروم خلف هضاب
وضباب ، وأرى ما ليس يراه الحالِمُ: أرى سعدي
( 1 )
هذه الحانة ُ والليلُ وأصنافُ الهموم
رحلة ٌ تفتحُ لي بابا ً..
لكي أغفو على خدّ النجوم
طائرا ً ما بين أرض ٍ و سماءِ
وليكن تحت حذائي
كلّ ما كانَ ..
فلا شىء مع الوقت يدوم
أيّها النادلُ كأسا ً ..
وليكن للثلج فيها ما يكون
قطعة ٌ تكفي .. أو اجعلها اثنتين ِ
وطني ، بيداء نائية .
بيتي ، زاوية في قعر بئر جاف .
انا ابن الغبار المترسب على نتؤات جرحي ،
يوم ولدت ،
علقت في متاهة المطلق ،
سقطت في خدعة المادة ،
غرقت في لجج البحار ،
تجاهلت الغيوم الماطرة ،
غفلت عن الليل المدلهم ،
وحين اهملني خيالي ،
لم تسعفني الا العشوائية
أصب الروح في جرار الهوى
و أحملها على عربة الصرخة ،
علك تسمعين مواسمي فوق ريش الريح ،،،
أبني جدثا للأيام المقفرة
و أفجر الرمل بزخات النوء ،،
أقفز من آلائي و أروح في تشكل أبواب ،
أفتحها لأجدك و بيديك عمري ..........
بخام براءتي الأولى
عاريا ..أنتصب قدامك:
مجنون بسماء الربيع
مفتون بكتاب السنا
فلماذا ترجك الدهشة العظمى
كلما اندلعت
من أحشاء الصقيع أناشيدي!؟
ولماذا يطويك الصمت الغريب
كلما بحت بعنوان غدي
أو رفعت يدي
عكس السديم الأعمى!؟
في سجون الوهم
تريقك براثين أشلائي
ومن أوجاعي
ينبثق الوحي
وأسفار الحزن
أنسجُ بداية الروح
فلا تغازلِ الموت
حين يسكر الليل
بنبيذ قمري
اقترب مني أمنحك ثغر عصارتي
وألفحك بشهوة من شقوق بركاني