مملكة حب من العذاب والكآبة.
ابقوا على مسافة
لو أن الأفاعي والضفادع، النجوم والنيازك
تسقط من حنفية المغطس
بدلاً من المياه
لو أن أخ صديقتك
يعنّفك مثل مجنون
أو يطلب منك المال
لو أن القنابل تنفجر في المساءات غير المأهولة
حين تهيمون في شارع المدرسة
لو أن الماويين يطلقون نداءً عنيفاً جديداً
وحيدتي - ناظم حكمت
أنت وحيدتي في العالم
و تقولين في رسالتك الأخيرة :
" رأسي ينفجر , قلبي يخفق
إذا شنقوك
إذا فقدتك
أموت "
ستعيشين ! إمرأتي !
و ذكراي كدخان أسود
ستتبدّد في الريح.
ستعيشين , يا أخت قلبي ذات الشعر الأشقر
إلى أرنستو غيفارا - رفائيل ألبرتي
هناك , في ريف قرطبة الأرجنتينية
تلعب بين أشجار الحور و حقول الذرة
بين أبقار المزارع القديمة , بين العمال
و لم أعد أراك الى أن عرفت يوماً
بأنك صرت النور المضرج , صرت
الذي علينا , كل لحظة أن ننظر إليه
لنعرف أين موقعنا.
خربشة - أكتافيو باس
بقطعة من الفحم
بطبشورتي المكسورة وقلمي الاحمر
ارسم اسمكِ
اسم ثغركِ
علامة ساقيكِ
على جدار لا احد
على الباب الممنوع
انقش اسم جسدكِ
حتى ينزف نصل سكّيني
ويصرخ الحجر
ويتنفس الجدار كنهد.
العملاق ذو العينين الزرقاوين - ناظم حكمت
كان ثمة عملاق ذو عينين زرقاوين
يحب امرأة صغيرة البنية.
هي، كانت تحلم ببيت صغير
يحوطه بستان
تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية.
وكان العملاق يحب مثلما يحب العمالقة،
كانت يداه الكبيرتان
لا تصلحان الا للأعمال الضخمة
ولم يكن قادرا بالتأكيد
على بناء منزل صغير الى هذا الحد
ولا ان يطلب استضافته
في انتظار الثلج - تشانغ شيانغ هو
الثلج شبكة كبيرة تغطي السماء و الأرض
لا أحد بوسعه أن ينجو من معركة تشكلها المدهش
و البحيرة التي تجمدت بدرجات حرارة دون الصفر
اتشحتْ بسمة جادة .
ثمة أعمدة للمصابيح ، بيض كالأشباح، تقف متينة وطويلة
في الشاعر المقفر
أما الجرس الذي يقرع ثلاثاً وثلاثين مرة في الليل الصموت
فهو يسمع مرة اثر مرة مثل تنهيدة متعبة .
فن الشعر - خورخي لويس بورخيس
أن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن و المياه
ونتذكر أن الزمن مهر آخر،
أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهر
وأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه.
أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخر
يحلم بأنه ليس نائم، و أن الموت
الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت
الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً.
أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً
لأيام النوع الإنساني وسنواته
أن نترجم حنق السنين