أنفاس

17
السبت, ماي
15 مواد جديدة

anfasse25096" الفرار ليس بالتدقيق هو السفر، كما لا يعني التحرك، لأنه بداية هناك أسفار على الطريقة الفرنسية، أسفار تاريخية جدا وثقافية جدا ومنظمة أيضا (...)، وتثنية لأن الفرارات يمكن أن تقع في نفس المكان عن طريق سفر ثابت..."
جيل دولوز ـ حول تفوق الأدب الإنجليزي / الأمريكي ـ  
" الرواية العربية تستطيع مستقبلا، أن تدعم مسيرة تجديد المتخيل الاجتماعي وبلورة القيم التي تنقل مرجعية الصراع الاجتماعي وقوانينه وقراراته من السماء إلى الأرض."
محمد برادة ـ فضاءات روائية ـ
" بالعواطف النبيلة نكتب أدبا رديئا..."
أندري جيد

تختلف تصنيفات الأدب من ناقد إلى آخر، ومن كاتب إلى آخر، وأيضا من قارئ إلى آخر، حيث نتحدث عن أنواع عدة من الآداب وإن كان لها نفس الهدف الأنطولوجي، ونفس الغايات المشتركة، والمتمثلة بالتدقيق في سؤال الغوص في أعماق الإنسان، لهذا نتحدث سواء بوعي منا أو بغير وعي، عن الأدب الفرنسي، والأدب الإنجليزي، والأدب الصيني، والأدب العربي وهلم جرا... على العموم هناك مشترك بين كل ما ذكرناه آنفا، ألا وهو مصطلح الأدب، بيد أن مكمن الاختلاف يسكن ما نسب إليه مصطلح الأدب، وهو ما يزرع فيه منطق الاختلاف وإن كان أدبا في نهاية الأمر، حيث تتدخل عديد العوامل في هاته النقطة من سياسية وتاريخية وإبستيمولوجية وبنيوية، لكن ولكي لا نضفي طابع التعميم الأجوف في هذا المقام، سندقق القول أكثر فأكثر على أدبنا المغربي في علاقته بالأدب العربي بصفة عامة، من ثمة أمكننا أن نطرح جملة من الإشكالات في هذا الصدد يبقى من بينها: هل الأدب المغربي أدب عربي في نهاية الأمر؟ أين تكمن أوجه الاختلاف والتشابه بين الأدبين؟ بل هل يعتبر الحديث عن أدب مغربي في مواجهة أدب عربي صحيحا وسليما، أم أن هناك من الخصائص ما تفرق بين الإثنين أكثر مما تجمع بينهما؟

anfasse25095    " أؤلئك الذين يحلمون بالنهار يعرفون أشياء تهرب عن أؤلئك الذين يحلمون بالليل" هل تصدق مقولة الشاعر الامريكي ادغار
الآن بو عما يمثله الحلم في السينما؟ وكيف تعاملت السينما مع الحلم؟
ومن أين يأتي الحلم؟
من هنا!
السينما هي فن الحلم، حسب سيغموند فرويد. وتتأسس في مجال بصري بطبيعتها، فهي غالبا تعتبر ك" مصنع للأحلام"، حيث المتفرج يلج في حالة ثانية لأناه التي تتماهى مع شخصيات الفيلم. أما السينما فهي تقدم العديد من الأدوار المتعددة: السينما فرجة، متعة، رابط بين العوالم المتخيلة والواقعية. وهي نسخة مصورة من الحلم بدون أن تفقد علاقتها بالواقع، لكن السينما تتعالى عن هذا الواقع لتقدم هذا المتخيل القريب من الانتظارات العميقة للمتفرج.

anfasse1809101علاقة السينما بموضوعة الفقر، علائق معقدة وشائكة في السينما انطلاقا من رؤى المخرجين وتصوراتهم الفكرية وكذلك من خلال  تعامل السينما مع البحث عن إيجاد صورة نمطية للفقراء بأبعاد متعددة وغنية.
فماهي ملامح الفقر في مجتمعاتنا؟ وكيف تعاملت السينما مع تيمة الفقر؟
كيف رسمت السينما صورة نمطية عن الفقر والفقراء؟
هل تغيرت الصورة الإجتماعية للفقر أم ترسخت في أشكال أخرى أكثر هشاشة وبؤسا؟
وهل غيرت السينما من صورتها النمطية للفقراء؟
كيف سلطت السينما على الجوانب الإيجابية والسلبية للفقر؟
وهل حدت السياسات والتشريعات من انتشار الفقر؟

anfasse180991 ـ حين تصبح الحكاية بابا للدخول..   
تُفتح للأمكنة الأبواب.. يلجها شاهرا قلما/مفتاحا لفك مغاليق الأبواب.. باب يُسلمه لباب.. باب البيان.. باب الكلام.. إلى آخر الأبواب.. باب الغيوم.. وبه توصد الأبواب وتنغلق الحكاية لتعود إلى مهدها.. إلى سرها.. "جدتي كم أحبك"(ص188).. لتترك القارئ ـ عاشق الحكي ـ مغسولا بالطلل، من عتبة الدخول إلى موعد الخروج كاشفا سر السفر والروائح والأمكنة..
الأبواب تُفتح على الأسرار.. لا تنفتح إلا لتبسط ما بداخلها.. يقال في المثل.. "سر الدار على باب الدار ".. وسر الحكاية عند باب الحكاية.. أقصد عند مفتتحها.. 
2 ـ حين يصبح المكان أمكنة متعددة..
"رائحة المكان" هو في الحقيقة روائح وأمكنة متعددة، فضاءات كوشم انطبع عميقا في ذاتٍ خبرت أسرار السفر، فأصبحت تجوالا إلى ما قبل وما بعد وما سيأتي من حكي تُطرِّزه حكّاءة ماهرة تجيد فن الوشم على ذاكرة متعطشة تنفتح على العالمببطء يسمح لها بالتعلم واحتضان الفضاءات والأمكنة بروائحها وأسرارها آمالها وآلامها وحفرياتها ورجالها ونسائها.. كما تُجيد فن ترصيص الحرف على الحرف بطيئا وئيدا، ليكون للحفر عمقا لا يُشوه معالمه الأيام وذكرى كلما هبَّ على الأمكنة نسيم يعيد الحكاية إلى الواجهة وتظهر الجدة بهيبتها وجلستها الوازنة تعطي الحكي ألقه وقوته..

birdman-poster-US-film(إنــَّه اليوم الأوَّل بعد ماضيك!)
تبدو هذه الجملة هي الأنسب لمشهد النهاية في فيلم (birdman)، فيلم الأوسكار الأوَّل في حفل هذا العام، هذه اللحظة التي يستيقظ فيها البطل على واقع جديد، على لحظة مختلفة عن جملة لحظات حياته السابقة، لحظة النجاة من الماضي!
قد تبدو مسألة النجاة من الماضي هذه مرتبطة بالسوءات، والخسارات، لكنَّ الفيلم يمنحنا نظرة فاحصة على وجه من وجوه الحياة: إنَّ مسألة الفشل مسألة واهنة، إنَّ مصيرها مقرَّر: هناك – دومًا – خطَّة تالية مقبولة بالحدِّ الأدنى من النجاح، الحدِّ الأدنى هذا يجعل الفشل امتيازًا غير منظور حين نقارنه بمسألة النجاح العظيم، ثمَّ النجاح الأقلِّ، أو عدم النجاح، هل تعرفون كيف يبدو الأمر حين ينجح الابن الفاشل للعائلة؟ كم يبدو مريحًا ارتفاعه سلُّمة واحدة؟ بينما يبدو فظيعًا أن يهبط الابن الناجح هبوطًا طفيفًا؟ الفاشل لا يحمل تركة مقايسة، إنـَّه حامل الصفر، والصفر سهل الإزاحة، ليس الأمر كذلك بالنسبة إلى رصيد مذهل من النجاح: إرث ثقيل تصعب إزالته، وهكذا يدور بطل الفيلم (ريغان) – يؤدي دوره الممثل الأمريكي مايكل كيتون – مثقلاً بعبء نجاحه، أسيرًا لنجاح مثالي تجسَّد في شخصيَّة بطلٍ خارقٍ قدَّمها في سلسلة أفلام حقَّقت شهرة ساحقة، لكنه نجَّاح ملغـَّم بفكرة عبء التجاوز,

anfasse04098هلع الكتابة:
  منذ بدأتُ الكتابة مازلت أتهيّب الكتابة، ففي كل مرة أقرر أن أكتب أحاول الهروب، وغالباً ألتمس الأعذار بانشغالي، وندرة ما يتوافر لدي من وقت فائض اُخصصه للكتابة، وربما هربت إلى حيل نفسية، تنقذني من مأزق "هلع الكتابة". كنت أحسب أني مصاب بشلل في الإرادة، وأني أنفرد بذلك، غير أني اكتشفت أن معظم الكتاب الجادين يعانون من ذلك، ولعل من أعنف توصيفات وجع الكتابة ما تحدثتْ عنه الأديبة آني إيرنو، بأن "الكتابة كخنجر"[1]، أو قول إرنست همنغواي عندما سُئل عن أفضل تدريب فكري لمن يريد أن يصبح كاتباً، فأجاب: "إن عليه أن يذهب ويشنق نفسه، لأنه سيجد أن الكتابة صعبة إلى درجة الاستحالة. ثم ينزل عن المشنقة، ويفرض هو على نفسه أن يكتب على أفضل ما يستطيع للبقية الباقية من عمره. عندها ستكون لديه قصة شنقه كبداية"[2].

anfasse04093"طفلي الذي لن يعود" ترنيمة لغوية عابثة تؤجج سؤال المصير عبر ثنائية الخفاء والتجلي  تشكيلة فنية تسامرالوجع عبر افق التلميح ،   فالقارئ يقف مشدوها امام سلسلة من الاحداث التي تتوارى خلف رمزية رصينة واحالات مرنة ترصع ثنايا القصة ، فهي ترسم عالما  يقترب بملامحه الغير مالوفة الى بوح ذهني مستتر خلف اقنعة الرمز . انشطار الذات الكاتبة بين البوح والفلاش باك دعم موقفها الفني وساهم في سبك جدار المعنى فنجد الدلالات تتضافر لتشكل عالم النص القائم على الوصف المتحرك للمكان حيث تحول هذا الاخير الى موتيف فني ساهم في بلورة الاحداث من خلال لعبة المكاشفة ،فقد تأنسن المكان واصبح دالا في حد ذاته يحمل الكثير من التصورات وفي ارجاءه يحمل صيغة الماضي الذي لم ينته صيغة الماضي المفتوح على الزمن الحاضر .
والمكان في هذه القصة جاء مجردا  من ملامحه فلا شي يدل عليه ولاشي يوضحه ،فقط هو تصوير مكثف لاحداث لها علاقة بالغرفة ،هذه الغرفة التي تأزمت بها الكاتبة فأطلقت العنان لذكرياتها ،ارتجاج شعوري نلمحه بكل وضوح ساهم في في رسم الصورة الحاضرة الغائبة  لمعاناة كاتب حكم على ابداعه –على طفله – بالاعدام .

anfasse26084تقديم:
عندما يَتَلَوَّنُ الشِّعر بلون الواقع وقضاياه، فإن الشاعر ينخرط بكل حواسِّه ونبضاته في ذاك الواقع لينقله لنا ويجُسَّ نبضه بكل تفاصيله ووقائعه بكل صدقٍ.ولمَّا كان الشِّعر تعبيرا عن الوجدان والعاطفة أيضاً،فإن المبدع بصفة عامة والشاعر على وجه الخصوص يُمْسك يراعه بكل صدقٍ لينقل لنا تموجات هذا العالم وهذا الواقع بكل تلاوينه وتجلياته، بكل شموعه المُضيئة، وبكل سوداويته وقتامته.
إن جدائل الشَّمس1، ديوان شعر للشاعر المغربي "عبد القادر زرويل"2 المنحدر من مدينة جرادة المغربية في الشرق المغربي، الذي استفزه الواقع بكل ألوانه وأطيافه، فكان الشعر أداته للتعبير والانخراط في هذا الواقع.
يَفْتَتِحُ الشاعر ديوانه الشعري بالتَّساؤل عن ضوءِ القمر الذي غَيَّبَهُ المُتَلاعِبُون بالكلمات، والذين ما فتئوا يطبِّلون ويُزَغْرِدُون ويَعِدُون الكادِحين بالصَّبر،هم – بطبيعة الحال- يبيعُونَهم الوهم والسَّراب.