هم يسرقون الآن جلدك
فاحذر ملامحهم وغمدك
كم كنت وحدك
يا ابن أمّي يا ابن أكثر من أب,
كم كنت وحدك
ـ محمود درويش ـ
يتهافت النّاس على الدخول في حركة مائجة من الازدحام والجلبة وكأنما يدفعهم دافع إلى الفرار من الشارع.
القاعة فسيحة تتّسع لعدد كبير من الكراسيّ والزّائرين.فضاؤها الدّاخليّ بديكوراته الأنيقة وأساليب تنضيد محتوياته على طرازات غربيّة بارزة الازدهار , يوحي بالتألق والفتنة .. على جد ران الغرفة الوسيعة تتدلّى صنوف السّتائر متناسقة في الطّول والشّكل مع طريقة التّشكيل المعماري للقاعة, وتتعدّد ألوانها بما يسمح بانسجام مميّز بينها وبين ألوان الجدران وطلائها وألوان المقاعد ولمعانها .وقد تتلاءم إلى مدى واضح مع ما يوحي به الرّكح من بنّيّة باردة تتحوّل إلى بريق برونزي كلّما شرقت فيه أضواء الفوانيس. وكلّما تراقص الضوء ,مضى ذائبا في ألوان الستائر, وسائحا في أخشاب المقاعد والركح. فإذا هما متناغمان في تأثيث مشهد الدفء والحفاوة للوافدين على المكان.