يسألون عن سرّ ابتسامتي... هي شرود!.. هي ذهول!... هي خيال!... هي أنثى مُغمضة العينين... فإن متُّ في دنياك، لا تعتذر، بل طوِّق بكفيك وجهي وقل: حبيبتي بين كفيكِ أبقيني..
آن رجوعي إليكَ... كيف لا أزهو!؟.. وأنتَ كضوء اليه يجذبني. ضمَّ أصابعي واجعلها أقلاماً، ففي ميلادك تمّ سرّ تكويني...
إن شئتَ إبق!.. وإن شئتَ غادر... كل مكان ما زال عطركَ فيه يُبكيني... لا تخش دمعتي ولا تخش انتحاري، فأنت الروح التي تُحييني..
حبيبي...
مقامة الفيلودوكس- ناصر السوسي
حدثني في من أعرف من الناس وهو الأصلع ابن حنين عن أحوال الفكر فمضى يقول هذا الذي احتـفـظت به على سبيل الذكر: صاحبي فيلودوكس بأطياف قوس قزح، يتهادى مغرورا في ديجور جهل الجاهلين. يتغنى بأفكار مر عليها مرور الكرام العابرين. أو حلم بها من وريقات كتب بلون اليرقان نظير"قـرعة الأنبياء" العزيزة على قلبه، وقلوب أشكاله من المتحلقين، وأمثاله من المتحذلقين. يدثره ثوب قشيب عجيب يتوسل به وقارا بصنعة زائدة؛ مؤملا أن يضفي ويسبغ على كلامه فائدة.
يطل عليك في الجمعات كيما يفرق لغطه شذر مذر؛ وهراءه كما له بدر، ساعات معلومة، تضحى خلالها محبة الحكمة حشمة مكلومة، يشمر فيها على ساعديه فيعجز على مدارها عن لملمة أحرف نمقها من غير أن تستقيم في فيه الذي ينطقه هوى وجهلا؛ لا تبصرا وعقلا.
زدااااف ـ قصة : محمد الشاوي
زداااااااف...استيقظ العياشي على إثرها هلوعا من هول ما رأى فيما يرى النائم بعد وجبة عشاء عديمة الفوائد.استيقظت زوجته تردد ما تحفظه من كلمات تليق بهكذا مناسبة .
-بسم الله عليك...مالك ا العياشي؟
أجابها وهو بالكاد يلتقط أنفاسه :
-لا شيء..لا شيء..الأفضل أن تنامي حتى لا توقظي أيوب
-حسنا..إن كان حلما الله يخرجو على خير والأفضل ألا تمر من عتبة تلك الشيبانية السحارة التي تكرهنا.
مبتور الساق ـ قصة : حملاوي فاطمة الزهراء
و ركبنا قطار الحياة و بقات ورانا ذكريات ...
كزوربا اليوناني يترنح يمينا و شمالا ؛ يرقص رقصته المغدورة ؛ يعانق حنين ماضيه بترانيم مزيفة ؛ يختلس النظر من نافذة دهر ذهب و لن يعود ؛ يقنع ذاته ان الذي رحل لا يزال خالدا بكيانه مهما علت صيحات الانهيار و اعلنت الرزايا سهامها ؛ لا يزال من خبايا الماضي جسد يعتلي عرش النضال و يلتمس من الهنيهات ذرة امل عل النفس تحيى مجددا .
عن الخميسات واشياء اخرى ـ نص : يونس طير
في الرثاء
في ارتباطنا وهوسنا بمدننا ما يفسر لعنة الجينات التي نحملها وتحملنا...., جينات الاننتماء لمدن مسكونة بالف مرض و وباء... وعلى الهامش لعبة بلاستيكية لطفلة مشردة تبيع زمانها وووجهها الضبابي ... وكومة اوراق....وضجيج سيارات متطايرة.... وعند الصحو تقدم لك المدينة داتها مشهد الطفلة عينها تسافر عبر االعويل مرافقة ثلة دئاب وحلم.... حلم بحجم درة لاغير’’’’’
رجل وامرأة ـ قصة : محمد بوهرو
واقف على قدمي المتعبتين، أنظر في هدوء أبله عبر زجاج نافذة تشبه البلاستيك المبلل إلى الأرض، والأعشاب البرية تمر تحت قدمي بسرعة خاطفة، كلما ركزت النظر قريبا تزيد السرعة، وكلما نظرت إلى الأفق البعيد تصبح الصور أكثر ثباتا وأكثر إمساكا بنتوءات الذاكرة. ما هذا الوهم الجميل الذي أعيشه؟
بالمناسبة...أين اختفى فريد الأطرش؟ ـ محمد أنـــــقـّــار
كان رأسي يؤلمني من فرط المشي والصراخ في الشمس. قلت لعبد العزيز:
أخاف أن أصاب بضربة شمس.
ابتسم المناضل الشاب في شماتة بريئة:
بل قل إنك أصبحت ثورياً عجوزاً.
وبعد فترة صمت قصير أردفت:
من الأفضل أن نقصد مباشرة محطة القمرة لنستقل حافلة العودة.
لكن عبد العزيز انتفض:
خـَـرَف ـ قصة : المصطفى السهلي
حين جلس في المقعد المقابل لي في الحافلة أحسست أن وجهه مألوف لدي بشكل كبير، وأن علاقة حميمية كانت تجمع بيننا ذات يوم... ولكن أين ومتى؟... أدركت أنني لن أهتدي إلى ذلك بسهولة... وبدأت أتأكد أن ما تعيِّرني به زوجتي لم يكن مجرد دعابة، بل له نصيب من الصحة... فقبل أيام اختلطت عليّ أرقام خطوط الحافلات، فوجدت نفسي في حي لا صلة لي به ولم تطأه قدماي من قبل... واضطررت إلى الاستنجاد بالقابض ليدلني على الرقم الذي يتوجه إلى حينا... كانت زوجتي تقول لي في خضم مشاحناتنا المتنامية:"لقد خرّفت يا رجل... وبعد مدة قصيرة ستنسى حتى اسمي واسمك..." وكنت أكتفي بالابتسام دون الرد عليها...